mardi 23 février 2010

عندما يسكن الفرنسيون مصر ويسكن المصريون فرنسا!!!!


عندما يسكن المصريون فرنسا ويسكن الفرنسيون مصر!!
هو الحدث الفريد من نوعه.. هو أم الأحداث.. هو أهم ما يمكن أن يحدث في القرن العشرين أو حتى في القرن الخمسين.. هو الحدث الذي قلب كيان الأمم رأسًا على عقب.

إنها الفكرة الجهنمية العبقرية الأسطورية؛ التي كان يتخيَّل الكثير أنها من ضروب الخيال؛ فإذا بها تصبح عند تنفيذها رمزًا للنجاح والتغيير.

الله الله على نتائج هذه الفكرة!!.. لقد غيَّرت مجرى وسير التاريخ، لقد أصابت نظرية العولمة في مقتل وأصبحت هي الأقوى والأفضل.

تعالوا نتعرَّف على هذا الحدث وعلى هذه النظرية.. هذه النظرية التي قلبت الموازيين وأحدثت زلزالَ في الإستراتيجيات والتوقعات والأفكار.. إنها نظرية (الشقلبة).

فلقد وجد الكثير من الخبراء أن الشعب الفرنسي يتوق لشمس مصر ونيلها، وآثارها الخالدة، وأهراماتها الرابضة على مرِّ العصور؛ فلقد سمعوا أغنية المطربة "شيرين" بعد أن تُرجمت إلى الفرنسية والتي تقول فيها: "ما شربتش من نيلها.. طب جرَّبت تغني لها" فأرادوا أن يشرب الشعب الفرنسي من نيلها، وأن يغنوا لها، ويلعبوا في ضواحيها ويكبروا فيها، وهو الأمر الذي أكَّدته زيارة ساركوزي لمصر مع خطيبته، وحرصه على أن يكون مكان نزهته في مصر عقب توليه الحكم، في حين يموت حبًّا وغرقًا شباب مصر على سواحل أوروبا؛ رغبةً في العمل والإقامة فيها.

أخيرًا.. اتُّفِقَ على أن يتبادل الشعبان المصري والفرنسي؛ بحيث يُرحَّل الشعب المصري بأكمله إلى فرنسا وكذلك الشعب الفرنسي إلى مصر، مع الإبقاء على رئيس كلِّ دولةٍ في بلده؛ لأن انتقالهم أمرٌ يخلُّ بسيادة الدول!!.

جُهِّزت البروتوكولات ووُقِّع على المستندات والاتفاقيات اللازمة لهذا التبادل التاريخي، ولحسن الطالع والحظ وُجد أن عدد الشعبَين متقاربٌ نسبيًّا ولن توجد مشكلة في عملية الإسكان أو النقل، وسيُسكَّن من كان يسكن باريس البلد في القاهرة البلد، ومن كان يسكن في إسكندرية المحطة أو الضواحي في نيس المحطة أو الضواحي، وسيأخذ كلُّ من ترك سيارته في كل بلد سيارةً أخرى بدلاً منها.

بدأت عمليات التبادل بصورةٍ رائعةٍ وحضاريةٍ على مستوى هذا الحدث، واستخدمت السفن العملاقة وأسطول الطائرات في كلا البلدين؛ بحيث تذهب محمَّلة بالمواطنين المصريين وتعود محمَّلةً بالمواطنين الفرنسيين.

انتهت عملية التبادل واستقرَّت الأحوال في كلا البلدين، لم تحدث سوى بعض المشكلات البسيطة من بعض الوزراء المصريين؛ نتيجةَ شكواهم من صعوبة التعامل مع الرئيس ساركوزي وطريقة إدارته لفرنسا، وحدثت بعض المفارقات المذهلة بعد عدة شهور من بدء هذا الحدث التاريخي.

ذُهِلَ ساركوزي بطبيعة وطيبة الشعب المصري وانصياعه الكامل لمن يحكمه، وجد صورته انتشرت في طول البلاد وعرضها، وقيام الوزراء بوضعها في كل مؤسسات الدولة، أبدى اعتراضه في أول الأمر، ولكنه استحسنه واستسلم له، بل واستمتع به في النهاية، وكان يسعد بصورةٍ كبيرةٍ عندما يسمع هتافات الشعب المصري له: "بالروح بالدم نفديك يا ساركوزي".

ووجد ساركوزي تقارير مبهرة تُعرَض عليه من السادة الوزراء؛ تفيد بأن أحوال فرنسا أصبحت رائعةً، وأن الشعب المصري يعيش في فرنسا أزهى عصور الديمقراطية، تعجَّب ساركوزي؛ فعندما كان يحكم الشعب الفرنسي كان لا يكفُّ عن الشكوى والمطالبة بالمزيد من الرفاهية والتقدُّم، اعتمد على مضض طلبات إنشاء عشرات المعتقلات في فرنسا لضبط التحوُّل الحضاري لفرنسا من القلة المندسَّة التي تريد أن تعبث بمستقبل فرنسا الباهر.

وبدأت عادات وتقاليد المصريين تغزو فرنسا؛ فشوهد "التوك توك" يتبختر في شوارع الشانزلزيه، و"الكارتة" ذات الحصان العربي الأصيل تجوب الميدان الموجود به برج إيفيل: "اللفة بخمسة فرنكات"، وانتشرت أواني و"حلل المحشي" والباذنجان وشرائح البطيخ على شواطئ نيس، واختلط العبق العربي الأصيل بالحضارة الغربية الحديثة، وعاش الشعب المصري أيامًا جميلةً؛ عانى فيها في الأيام الأولى؛ نتيجة غياب الفول عنه وعدم توفُّره كما كان في مصر، ولكن الجبن واللحوم الفرنسية جعلته ينسى الفول ويشطبه من قاموسه.

أما في مصر فقد كان الأمر عجبًا؛ فلقد وردت أنباء عن حدوث انتحار جماعي لمجلس الوزراء الفرنسي عن بكرة أبيه، وغرق الآلاف من الشباب الفرنسي عند المياه الإقليمية الإيطالية عند محاولتهم الهجرة غير الشرعية لأور
وبا؛ هربًا من مصر.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire