دراسة
ختان الذكور لا يقي النساء
من الإصابة بـ"الإيدز"
نقله عادل صيام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مجدداً، يعود ختان الذكور إلى دائرة الأضواء بعد أن أثبتت دراسة حديثه أن ختان المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب HIV لا يقلل خطر نقل العدوى إلى النساء.
وتفند نتائج الدراسة، نشرت في دورية "لانسيت" العلمية، نتائج تجارب سابقة، أجريت قبيل ثلاثة سنوات في كينيا وأوغندا وجنوب أفريقيا، خلصت إلى أن الختان بإزالة الغلفة ساعد في خفض معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب بين الرجال بواقع النصف.
والعام الماضي، قام العلماء بإجراء المزيد من التحاليل لإحدى تلك الدراسات، لتكشف عن فوائد أعظم للختان حيث ساعد في تفادي مخاطر التقاط الفيروس بـ65 في المائة.
ويذكر أن فيروس نقص المناعة المكتسب (Human Immunodeficiency Virus - HIV) - هو الفيروس الذي يضعف جهاز المناعة ويؤدي في النهاية إلى متلازمة نقص المناعة المكتسب "الإيدز."
ورغم النتائج، بقيت تساؤلات الخبراء دون إجابات إزاء تأثير ختان الذكور من حاملي فيروس نقص المناعة المتكسب لمنع نقل الفيروس للنساء عند الممارسة.
إلا أن نتائج الدراسة الحديثة، وعبر تجارب عشوائية أجريت في أوغندا، حسمت تلك التساؤلات، ووجدت أن الختان ربما يساعد في وقاية الرجال من الإصابة بفيروس الإيدز، لكنه لا يحمي الزوجات أو الشريكات الإناث من العدوى.
واستعان فريق من الباحثون من جامعة "جونز هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة" في بلتيمور، بـ 922 من الرجال غير المختونين والمصابين بفيروس "نقص المناعة المكتسب"، تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً.
وأجريت لنصف المجموعة عمليات ختان على الفور، وبقي النصف الآخر دون ختان.
وانضمت 90 امرأة من زوجات وشريكات الفريق المختون إليهن، بجانب 70 أخرى إلى المجموعة الثانية.
وبعد عامين من المتابعة، وجد فريق البحث أن 18 في المائة من نساء المجموعة المختونة قد التقطن الفيروس، مقابل 12 في المائة من نساء المجموعة الأخرى.
وحدثت معظم الإصابات خلال ستة أشهر من إجراء عملية الختان.
وقال فريق البحث، الذي قادته د. ماريا واور إن ختان الذكور المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب لم يحد من انتقال العدوى إلى الشريكات الإناث خلال 24 شهرا، فاستخدام الواقي الذكري بعد ختان الذكور ضروري للوقاية من الإصابة بالفيروس.
وأوضحت واور: "شعرنا بخيبة أمل من أن التجربة لم تظهر وقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب بين النساء كما توقعنا من دراسات الملاحظة"، وأردفت: "تم إيقاف التجربة مبكراً بسبب عدم جدواها."
ويذكر أن الإيدز فتك بـ25 مليون شخص منذ اكتشافه، وأصاب ما يقدر بقرابة 33 مليون آخرين.
وكانت دراسات سابقة قد أثبتت جدوى الختان في حماية الرجل من التقاط الفيروس HIV عند ممارسة الجنس مع نساء، وبواقع 48 في المائة إلى 60 في المائة في مناطق دول جنوب الصحراء الأفريقية.
ويعتقد علماء أن الختان يخفض انتقال الفيروس المسبب للإيدز بوسائل شتى، فالسطح الداخلي للقلفة، التي تزال عند العملية، غني بخلايا أكثر عرضة لالتقاط الفيروس عن الخلايا الأخرى بالعضو الذكري، كما أن قربها من السطح الظاهري، واحتمال تعرضها للتمزق أثناء العلاقة الجنسية، يجعلها أكثر عرضة للالتهابات.
ويقلل عملية إزالة القلفة مخاطر الإصابة بتقرحات تناسلية، كالإصابة بالسفلس، مما يخفض من قابلية التقاط الفيروس أثناء الممارسة.
ويشدد الباحثون إن الختان ليس علاجاً أو بديلاً عن ممارسة الجنس الآمن مثل استخدام الواقي الذكري.
وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن "ختان الذكور" هو أفضل لقاح ضد التقاط فيروس نقص المناعة المكتسب.