lundi 3 mai 2004

توسيع الأوربي لـ"مراقبة" أوربا الشرقية – نقله عادل صيام




توسيع الأوربي لـ"مراقبة" أوربا الشرقية – نقله عادل صيام

رأى خبير فرنسي أن الغاية من توسيع الاتحاد الأوربي هي "مراقبة" دول أوربا الشرقية؛ خشية أن تتحول إلى مصدر خطر على أوربا الغربية أشد من الشيوعية. وقال: إن انضمام تركيا للاتحاد سيجعل أوربا في قلب مشكلة الشرق الأوسط، ويفقدها حيادها.

وفي مقابلة مع "إسلام أون لاين.نت" الإثنين 3-5-2004 اعتبر "كلود كارنوا" أن توسيع الاتحاد الأوربي بضم 10 دول جديدة ينتمي معظمها إلى أوربا الشرقية لم يكن إجراء صحيحا من قبل السياسيين الذين نظموا عملية الانضمام.

وأوضح كارنوا الخبير في شؤون أوربا الشرقية بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي أن "منظمي عملية الانضمام لم يقيسوا العواقب المترتبة عليها. في تقديري كان ينبغي في هذه المرحلة الحفاظ على تحالفات مع دول أوربا الشرقية كما كان عليه الأمر طيلة فترة المفاوضات، ففي تلك الفترة كان هناك تبادل مصالح وحتى إعانات اقتصادية معتبرة".

واعتبر الخبير الفرنسي أن "السياسيين في الاتحاد الأوربي أرادوا من وراء عملية التوسيع وضع كتلة سكانية مهمة تنتمي إلى أوربا الشرقية وتعيش البؤس التام تحت المراقبة، خشية أن تتحول هذه الكتلة السكانية إلى مصدر خطر بفعل تولد حركة اجتماعية تكون أكثر خطرا من الشيوعية ذاتها التي انعتقت منها هذه الشعوب".

لكنه أشار إلى أن هذه الحسابات من قبل منظمي الانضمام لم تكن صحيحة، محذرا من أن كارثة اقتصادية ستحل بأوربا نتيجة هذه التوسعة. وقال كارنوا: " أنا لست ضد التوسعة لحد ذاتها ولكني ضد الطريقة غير المسئولة التي تمت بها".

وانضمت كل من بولندا وسلوفاكيا والمجر والجمهورية التشيكية (أوربا الشرقية) وأستونيا ولاتفيا وليتوانيا (منطقة بحر البلطيق) بالإضافة إلى سلوفينيا ومالطا وقبرص يوم السبت 1-5-2004 إلى الاتحاد الأوربي، وذلك في أهم عملية توسيع منذ بدايات تأسيس الاتحاد عام 1957، ليصبح عدد دول الاتحاد الأوربي 25 دولة تشكل سكانيا ثالث قطب سكاني عالمي بعد الصين والهند؛ حيث تضم 455 مليون نسمة، على بقعة جغرافية تصل إلى 3.7 ملايين كيلومتر مربع.

افتقاد الهوية المشتركة

وحول الهوية الأوربية بعد ضم الدول العشرة التي تنتمي إلى ثقافات متباينة وتاريخ مختلف قال الباحث الفرنسي: "نحن نعلم أن أول خطوة للإحساس بالانتماء المشترك هي التحدث بلغة واحدة، بينما نعلم أنه ليس هناك لغة موحدة، كما أن الإحساس بالانتماء المشترك ينطلق أيضا من تجارب تاريخية مشتركة، وهو الأمر غير الحاصل بين الدول الأوربية".

وتساءل: "ما هي علاقة الأسبان مثلا بالأستونيين أو الفلنديين؟"، مضيفا: "لقد نسي السياسيون أن خلق هوية مشتركة يستلزم وقتا طويلا".

ضد تركيا

وحول إمكانية ضم تركيا للاتحاد الأوربي في المستقبل قال كارنوا: "أنا ضد انضمام الأتراك إلى الاتحاد الأوربي، ليس بسبب أن تركيا دولة مسلمة، ولكن لأنه إذا أدمجنا تركيا في الاتحاد فسنجد أنفسنا كأوربيين في قلب مشكلة الشرق الأوسط، بينما الأفضلية التي تتمتع بها أوربا حاليا هي عدم الانخراط مباشرة في المشكلة ولعب دور وسيط محايد". وأضاف الخبير الفرنسي أن الحياد الأوربي "لن يتحقق بضم تركيا التي لها تحالفات وثيقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل".

وقال: "إذا أردنا ضم تركيا إلى الاتحاد الأوربي فلماذا لا يتم ضم سوريا أيضا؟ ولماذا لا يتم ضم بلدان المغرب العربي؟ ففرنسا مثلا لها روابط ثقافية قوية مع نخب هذه البلدان أكثر من النخب التركية"، مضيفا: "موقفي الرافض لانضمام تركيا لا ينبني أبدا على اعتبار أن الأتراك مسلمون أو أنهم يمثلون 70 مليون مسلم".

وحول ما إذا كان توسيع الاتحاد الأوربي سيصنع توازنا دوليا أوربيا أمام الولايات المتحدة الأمريكية قال كارنوا: "لا أعتقد ذلك؛ لأن أوربا لا تمتلك القوة العسكرية التي تمتلكها الولايات المتحدة، فالقوة السياسية في عمقها هي قوة عسكرية، ولا يعني هذا بالضرورة استعمالها".

وأضاف: "نحن نعلم أن أوربا لم تكن قادرة على معالجة المشكلة اليوغسلافية، كما أن إسرائيل لم تأخذ بعين الاعتبار وجهة النظر الأوربية؛ لعدم قدرة أوربا على امتلاك القوة المطلوبة، ففي المدة الأخيرة تم التساؤل في الصحافة الفرنسية حول من سيمول العمليات الخارجية للجيش الفرنسي: هل ستكون وزارة المالية أم الدفاع أم غيرها؟ وهو سؤال لا يطرحه الأمريكيون على سبيل المثال".